إخلاء 5 أبراج في لندن ليلاً خوفاً من اندلاع حريق

خلال عملية إخلاء الأبراج (إ.ب.أ)
خلال عملية إخلاء الأبراج (إ.ب.أ)
TT

إخلاء 5 أبراج في لندن ليلاً خوفاً من اندلاع حريق

خلال عملية إخلاء الأبراج (إ.ب.أ)
خلال عملية إخلاء الأبراج (إ.ب.أ)

أخلت السلطات البريطانية 5 أبراج سكنية، في شمال لندن، بشكل طارئ، ليل أمس (الجمعة) وصباح اليوم (السبت)، بعد 9 أيام على الحريق الهائل الذي أتى على برج غرينفل، وأودى بحياة عشرات الأشخاص.
وقبيل منتصف الليل، أعلنت بلدية كامدن ضرورة إخلاء ما مجمله 800 شقة، موزعة على 5 أبراج ضمن مجمع يعرف باسم «شالكوتس استيت» للقيام بأعمال صيانة «طارئة» من الحرائق. والكساء الخارجي لواجهات هذه الأبراج هو نفسه الذي كان مستخدماً في برج غرينفل، حيث أوقع الحريق الذي اندلع في 13 يونيو (حزيران) الحالي 79 قتيلاً على الأقل، وتشتبه السلطات في أن الكساء المؤلف من طبقتين من الألومنيوم، بينهما مادة البوليثيلين، هو المسؤول عن الانتشار السريع للنار على مجمل المبنى.
وشددت جورجيا غولد، المسؤولة في بلدية كامدن، على أن إخلاء الأبراج الخمسة «تم بشكل فوري؛ لم نكن متأكدين من أن السكان في أمان»، وأضافت: «حريق غرينفل غيّر كل شيء، ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالمخاطرة، والمهم هو سلامة الناس بينما نقوم بأعمال طارئة»، وأشارت إلى أن أعمال تغيير الكساء الخارجي ستستغرق من «أسبوعين إلى 4 أسابيع».
ومع حلول الليل، غادر كثير من سكان برج تابلو منازلهم ومعهم حقائبهم. وقال كايسي أوبونغ، رئيس جمعية المستأجرين: «تلقينا أمراً بإخلاء المبنى؛ سأبلغ السكان». ونقل السكان إلى مركز سويس كوتيدج سنتر الترفيهي الكبير، حيث أمضوا الليل. وأعرب سكان آخرون عن الاستغراب لصدور أمر الإخلاء في وقت متأخر إلى هذا الحد.
وأعلنت بلدية كامدن، فجر اليوم، أنها حجزت «مئات الغرف في فنادق» في مختلف أنحاء لندن لسكان أبراج «شالكوتس استيت»، داعية «كل السكان إلى المكوث لدى أصدقاء أو أقارب، إذا استطاعوا، لكننا سنؤمن لهم مكان إقامة إذا تعذر عليهم ذلك».
وأشارت رئيسة الحكومة تيريزا ماي إلى أنها تفكر في سكان الأبراج الذين تم إجلاؤهم، وقالت: «نعمل مع أجهزة الطوارئ والسلطات المعنية، وندعمها، لحماية السكان».
وكانت ماي قد أعلنت، أمام البرلمان الخميس الماضي، أن «الحكومة أمرت بمعاينة الكساء الخارجي لكل المباني» السكنية التابعة للبلديات في مختلف أنحاء بريطانيا. ويقول مكتبها إن 600 مبنى على الأقل في إنجلترا وحدها استخدم فيها الكساء الخارجي نفسه، على غرار برج غرينفل.
ويأتي إخلاء أبراج «شالكوتس استيت» بعد سلسلة من الاختبارات حول السلامة من الحرائق في المباني، اعتبرت السلطات أنها غير مرضية، خصوصاً فيما يتعلق بالكساء الخارجي الذي وضعه المتعهد نفسه في برج غرينفل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».